أقلام مستأجرة

تحفل الساحة الإعلامية المورتانية بكثير من الكتاب “اللامعين” الذين يكتبون متى ماشاؤا،وكيف ماشاؤا،وعن أي شيء شاؤا،وبأي شيء شاؤا، فلا محذور لديهم من شيء حتى لوكلف ذلك النيل من عرض العالم، والداعية،والفقيه، والسياسي،والشخص العادي أحيانا…كتابنا “المحترمون” حادوا بالكتابة عن مسارها الصحيح،وجعلوا منها مجرد بضاعة تباع وتشترى،في سوق الشتائم والسباب .

لذلك ليس مستغربا أن تجد كاتبا ـ يتخندق في اتجاه ماــ يهاجر بشكل سريع باتجاه آخر لمجرد أن بضاعته “الكتابية” تجد إقبالا منقطع النظير من لندن أؤلئك الذين يوجههونها في اتجاههم الإديولوجي،ويتهجمون بها على كل من سولت له نفسه مخالفتهم التوجه والإنتماء.
فالكاتب في البداية قد لايقنعه ذلك الاتجاه،لكنه حينما يجد من يبيعه فكره وضميره وو لاءه وقلمه في سوق النفاق والكذب السوداء يفعل ذلك دونما خجل أوحياء،فلا مجال للحديث عن وخز الضمير ومايمليه في هذه اللحظات،فالذين يقومون بمثل هذه التصرفات في غالب الأحيان لايمتلكون ضمائر ،ولايعون أن الكتابة رسالة وأمانة.
لاأدري بالضبط ما الدافع إلى ذلك،لكنني أعرف أن ثمة أقلاما مسمومة تشن بين الفينة والأخرى حملات “يائسة” لقلب للحقائق وتشويهها،أحيانا يلجؤن لقلبها رأسا على عقب،وتارة بإساءة فهمها وتحليلها،وطورا باقتطاع أجزاء مهمة منها وجعلها في سياق غير سياقها الحقيقي
مادامت الأقلام والضمائر والولاءات على هذا الحال … تباع وتشترى،فلاغرابة أن نجد كتابات متفاوتة في الجودة والإساءة بقدر أسعارها ومبالغها المدفوعة عنها،فإذا وجدت مقالا يتحامل على شخص أوجهة أومؤسسة تحاملا قويا فاعلم أن إشهاراته مدفوعة الثمن سلفا،وبالتالي أفرزت من التحامل والإساءة مايتناسب مع المبالغ المدفوعة عنها،وإذا رأيت خبرا أومقالا يومئ بشكل خفيف من التجريح إلى شخص أوجهة أومؤسسة فاعلم أن المبلغ المادي الضئيل لم يفلح في إقناع الكاتب “البشمركي” بالتحامل عليها،ففي سوق المتحاملين لكل شيء ثمنه .
مايهمني في هذا العجالة ليس التحامل على الكتاب ونعتهم بأبشع النعوت والأوصاف،فهم من أشرف الناس قدرا، وصناعتهم من أشرف الصناعات،لكن ذلك لا يمنعني من التنبيه على بعض الخروقات التي ارتكبوها،غيرة على الكتابة و ساحتها الشريفة.
فمتى نكف عن الإساءة لهذه المهنة العظيمة !!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق