التصوف والمتصوفون في موريتانيا.. معارج ومقامات وأحوال

شكّل دخول الإسلام إلى بلاد "شنقيط" أو موريتانيا الحالية، أوائل القرن الثاني الهجري، وما تلا ذلك من قيام دولة المرابطين، شكّل مرحلةً حاسمةً طبعت الحياة في هذا الفضاء الصحراوي الفسيح بطابعها الخاص، على الصعيدين الديني والسياسي.
ونظراً للعلاقة المتوترة بين "المرابطين" و"المتصوفة" في بلاد المغرب الأقصى، وما شابها من حَنَقٍ وصل أحياناً حدّ حرق كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد لغزالي؛ فقد احتاج التصوف لأكثر من ستة قرون بعد دخول الإسلام إلى شنقيط، كي يجد موطئ قدم فيها، وذلك رغم وجود إشاراتٍ وصلاتٍ تشي بروح "صوفية" كانت سائدة في أوساط المجتمع الموريتاني قبل ظهور التصوف في صيغه الطرقية المعروفة حالياً.