أيقونة وطن...!

توالت علي الحكم في موريتانيا ـ منذ استقلالها ـ حكومات كثيرة أخذت كل واحدة منها مسارا سياسيا محددا؛ واتفقت جميعها في رفع شعار الاصلاح والعدالة؛ووعدت غيرما مرة بتحويل البلاد الي جنات عدن أكلها دائم وظلها،عبر مجموعة من الاصلاحات التي يتم الاعلان عنها بين الفينة والأخري.

بيد أن المتتبع لحال حكوماتنا يدرك بوضوح أن أول ما تفشل فيه  هو ذلك الشعار الذي أخذت علي نفسها أن ترفعه وتدافع عنه ، وليست حكومتنا الحالية بأ حسن حظا من سابقاتها ، فقد ألفناها منذ تسلمها مقاليد السلطة وهي ترفع شعار محاربة الفساد،مع أنها لم تفلح في تخفيف وطئته ناهيك عن القضاء عليه.
ان ماعرفته موريتانيا طيلة عقودها الماضية من سياسات فاشلة وأخطاء جسيمة ،جدير بأ ن يغتفر اذا ماقيس بالسياسات الارتجالية التي  تمارسها الحكومة الحالية ، والتي لانبالغ القول انها تعيش نوعا من <التيه السياسيجعلها تسلك طرقا سياسية متباينة ذات اليمين وذات الشمال
ماان افقنا من صدمة اتفاقية الصيد التي استنزفت بموجها الصين جزءا مهما من ثرواتنا البحرية ، حتي دخلنا حربا بالوكالة مع القاعدة ، خسرنا خلالها زمرة من جنودنا الأبطال ، الي جانب بعض الخسائرالمادية الكبيرة .
لم تقف سياسة حكومتنا الموقرة عندهذا الحد، بل امتدت لتطال كافة أوجه الحياة الاقتصادية والسياسة والاجتماعية.
علي الصعيد الاقتصادي لايخفي ما نعيشه من انتشار البطالة وتدني الدخل بالنسبة للفردالموريتاني،مقابل الارتفاع الجنوني للاسعار،الي حد باتت معه حياة السوادالأعظم من المجتمع في خطر ،مع الأخذ بسياسة تقضي بتوسيع الهوة بين الطبقات الهشة والطبقة العليا .
أما في المجال السياسي فان عدم اشراك الطيف السياسي الموريتاني برمته  والجلوس معه حول مائدة المفاوضات يجعل منا حكاما مستبدين نمارس السلطة بشكل أحادي ،وذلك ما تأ باه ديمقراطية اليوم .
” 
رحم الله زمان الوصل بالأندلس ” الذي كان الحاكم فيه ماطاب له من سياسات دون ان يشعربمراقبة الشعب ومحاسبته.
إن المسيرات المتكررة التي قام بها الشعب الموريتاني تعد بمثابة رسائل واضحة تجب قراءتها بشكل صحيح.
وحتي لانضطر لاعادة ما حصل في تونس ومصر وليبيا،فانه ينبعي قراءة أحداث التاريخ وفق مسارها الحقيقي ، القاضي باستخلاص الدروس والعبر، والتعامل معها بنوع من الجدية والحكمة ،عسي “أن نفهم أونعي ” في الوقت المناسب قبل أن نصل الي المرحلة التي لا يجدي فيها سوي منطق من قبيل ” يعلن السيد… تخليه عن منصب رئيس الجمهورية… “.
من جملة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هذه ، تتلاحم أجزاء الأيقونة الحقيقة المعبرة عن وطني.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق