«الأتاي».. ثقافة الإمتاع والمؤانسة في موريتانيا

لا تكاد تحتفظ لنا المصادر التاريخية بشكل دقيق بأول ظهور للشاي في موريتانيا، لكن منتصف القرن التاسع عشر على الأرجح شهد تعاطياً له، جراء التواصل الحضاري بين موريتانيا ومحيطها العربي، وإن كان هذا تم أولاً في نطاق محدود.

هامش على «عناقيد الرذيلة»

غلاف الرواية
كنتُ قد قطعت على نفسي عهداً ألاَّ آلو جهداً في تتبع الرواية الموريتانية على نُدرتها، وما أراني سأخلف ذلك العهد رغم العوارض التي تنوب، والكسل الذي يكبّل الهمّة.
  
أزعم أنني اطلعت على بعض ما كُتب فيها مما يمكن أن يصدق عليه اسم الرواية، بدءاً بروايات أحمدُ عبد القادر، مروراً بموسى أبنو، وليس انتهاء بالروايات الصادرة حديثاً، لمحمد امّين، ومحمد فاضل عبد اللطيف، ومحمد محمد سالم، وأحمد محمد الحافظ.

فيسبوك موريتانيا.. الوجه الآخر!


*محمد سالم عبد المجيد
كان الفنّان التشكيلي خالد مولاي إدريس موفقاً إلى حدّ بعيد، عندما جسّد في إحدى لوحاته حالة السيطرة التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع الموريتاني في الوقت الراهن، وهي تلك اللوحة التي تُظهر أسرةً من أب وأم ورضيع في بهو منزل تقيم الشاي على عادة معظم الأسر هناك.

التصوف والمتصوفون في موريتانيا.. معارج ومقامات وأحوال

شكّل دخول الإسلام إلى بلاد "شنقيط" أو موريتانيا الحالية، أوائل القرن الثاني الهجري، وما تلا ذلك من قيام دولة المرابطين، شكّل مرحلةً حاسمةً طبعت الحياة في هذا الفضاء الصحراوي الفسيح بطابعها الخاص، على الصعيدين الديني والسياسي.
ونظراً للعلاقة المتوترة بين "المرابطين" و"المتصوفة" في بلاد المغرب الأقصى، وما شابها من حَنَقٍ وصل أحياناً حدّ حرق كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد لغزالي؛ فقد احتاج التصوف لأكثر من ستة قرون بعد دخول الإسلام إلى شنقيط، كي يجد موطئ قدم فيها، وذلك رغم وجود إشاراتٍ وصلاتٍ تشي بروح "صوفية" كانت سائدة في أوساط المجتمع الموريتاني قبل ظهور التصوف في صيغه الطرقية المعروفة حالياً.

مداءاتُ حُلم/ ح 1

بدأتْ ساعة الصفر   متثاقلة الخُطى، تمشي ثوانيها ببطء شديد، كأنها سجين بريء سيق إلى مِقصلته على يد سفًاح ...!
في لحظات الضعف "الإنساني" تنتابك هواجس من كل صوْب، فتنهش ما تبقى من صُبابة تجلد لم تكن بذاك أصلا، وهذا ما حصل عند مدخل المطار، صُحبة بعض المُوَدِعين الذين يُحبون ارتياد هذا الطريق في حالة عفوية قبل أن يطوف طائف هجرة من غير ميعاد.

حملة "الحوار".. الأجندة والآمال!


مرة بعد أخرى تتعالى أصوات السياسيين الموريتانيين مناديةً بالحوار، معلنة استعدادها للدخول فيه وإنجاحه دون قيود أو شروط، فيتهلل المواطنون خيرا لهذا الإعلان، ظنا منهم أن صفحة "التناحر" بين أقطاب المشهد السياسي قد طويت، لكن لا تلبث تلك الآمال حتى تتلاشي كفص ملح ذاب.

رِعاع المساجد...!

لا أكاد أدخل المسجد الذي بجانبنا مرة، حتى أجدُني في فئام من الناس ما إخَالُهم إلا وعولَ شياطينٍ في أُدُم بشر، سِيقُوا لصرف المصلين عن أن ينعموا بلذة الركون لهذه الطاعة العظيمة.
كنت إزاء سارية في المسجد، فإذا بأحدهم يخلع نعله هامًا بدخول الصف، وما إن استوى ناحيتي حتى عم المكان رائحة كثيفة استقرت في مُقدم مِنْخَرِي، فما زالت تؤذيني حتى كدت أقلس روحي، وأنسى ما جاء بي، لولا أن ربك سلًم...!

بين التجارة والإمارة

استبشر بعض  المواطنين الموريتانين كثيرا بالوعود التي أطلقها محمد ولد عبد العزيز منذ استيلائه على السلطة قبل أكثر من أربعة أعوام،إلا أنهم بدأو مؤخرا يكتشفون زيفها وعدم صدقيتها، بعد أن كانت من المسلمات بالنسبة لهم، وكانوا يتهمون كل الذين  يشككون في صدقيتها ويصفونهم ” بأصحاب المعارضة .”.

في الطريق إلى داكار

أخذ الغبش يتبدد رويدا رويدا، وأخذت رقعة الضياء تتسع ، كالمشيب الذي يغزوا هامة شديد السواد متداخلة النبات، فمازال بها حول سوادها الفاحم أبيض ناصعا .

العدَسة الجاحظية

لم أَرَ فيما كَتَبَ القدماء ولا المحدثون، أشد طرافة، ولا أقرب للنفس، ولا أكثر إضحاكا من كتاب البخلاء لأبي عثمان الجاحظ.
ففي ثناياه نَفْسٌ شفافةً، أوتيت ملكة التعبير والنفاذَ لأعماق النفس، واقتناص لحظات لا يستطيع أي مِجهر اكتناه حقيقتها، واستجلاء غوامضها.